وطن- قبل 27 عاما فتحت المتطرفة تاشفين مالك عينيها على ضفاف نهر السند بإقليم البنجاب، أكثر الأقاليم الأربعة احتشادا بالسكان في باكستان.
وعلى مدى 27 عاما ظل اسمها مغمورا لا يعرفه سوى أفراد عائلتها الصغيرة، لكنها فجأة أصبحت حديث وسائل الإعلام الدولية، ومحور ساعات طوال من وقت محققين أميركيين بعدما شاركت بجريمة دموية.
مساء الأربعاء الماضي أطلقت تاشفين مالك وزوجها سيد فاروق النار على وكالة للضمان الاجتماعي في مدينة سان برناردينو في ولاية كاليفورنيا، وخلفا وراءهما 14 قتيلا و 21 جريحا.
وترك الزوجان خلفهما أيضا بنتا في عامها الأول، قالا لجدتها إنهما على موعد مع الدكتور. ربما بعد سنين طويلة ستجلس تلك الصبية وقد صارت شابة تسأل نفسها عن دوافع أبويها في تركها وحيدة ذات أربعاء دام من سنة 2015.
ولدت تاشفين مالك لمهندس باكستاني يعمل في السعودية حيث انتقلت هناك في عامها الثاني. وتقول مصادر عائلية إنها عادت إلى باكستان “متدينة ومحافظة”.
سيد رضوان وتاشفين مالك.. لماذا ارتكبا مذبحة كالفورنيا؟
لكن كيف حطت تاشفين الرحال في الولايات المتحدة؟
المعلومات التي كشف عنها المحققون تفيد بأن تاشفين مالك دخلت بتأشيرة بعد زواجها من سيد فاروق وهو ابن مهاجرين باكستانيين يقيمان في الولايات المتحدة.
لكن ظروف وملابسات التقاء الاثنين ونهاية علاقتهما في قفص الزوجية ما زالت غير واضحة بالنسبة للمحققين.
وتكشف آخر المستجدات بأن الفتاة صاحبة الحجاب والشامة الظاهرة على أنفها، عبرت عن ولائها لزعيم تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” عن طريق حساب لها على فيسبوك، لكن المعلومات تشير فقط إلى اسم مستعار يقال إن تاشفين استخدمته لإظهار ولائها للتنظيم الإرهابي.
وتفيد مصادر باكستانية بأن تاشفين مالك أقامت في منطقة باكستانية تنشط فيها جماعات متشددة مرتبطة بالقاعدة.
ويقول عم تاشفين مالك لـ“رويترز” بأن والدها “تغير كثيرا منذ رحيله إلى السعودية.. لقد أصبح محافظا ويتبنى خطا متشددا”.