تحت عنوان “انبعاث الجيوش العربية”، قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، إن الاضطرابات العربية وتوابعها أدت إلى عسكرة العالم العربي بشكل عميق.
في الجمهوريات، اتخذت العسكرة شكل إعادة التسليح في مصر، وترسيخ قوة الجيش في الجزائر، واستعداد الجيش التونسي لتولي دورًا غير معتاد في المستقبل، وهناك بعض الجمهوريات التي يخوض فيها الجيش الداعم للنظام معارك ضد الميليشيات المنبثقة من الحركات الاحتجاجية، وكلا الجانبين فيها يتلقيان الدعم الخارجي.
وفي الأنظمة الملكية، عززت الأسر الحاكمة جيوشها عن طريق زيادة قدراتها واشتراكها معا في مهام جماعية، بهدف مواجهة وإخماد الاضطرابات في أي مكان في العالم العربي في المقام الأول، وربما أيضًا كجزء من تكثيف الصراع على السلطة داخل الأسرة.
هذه العسكرة تضمن وجود الولايات المتحدة بشكل أو بآخر، إما باعتبارها المورد الرئيسي أو المدرب أو المشغل لقواعد ذاتية التشغيل أو المشرف على حملات مكافحة الإرهاب.
واعتبرت الصحيفة أن هذه العسكرة بمثابة تطور خطير في العالم العربي، حيث إن الجيوش التي كانت مجرد قوات عرض برية كما في تونس ودول مجلس التعاون الخليجي، والجيوش الضامنة للسلام كما في مصر، تجدد وتنشط نفسها الآن ليس فقط لمكافحة التهديدات الداخلية، ولكن أيضًا لتصبح قوات تدخل سريع لمواجهة “الإرهاب” وعدم الاستقرار في الدول المجاورة.
وفي حين أن معظم الاهتمام موجّه إلى الوجه السياسي الجديد للجيش في بعض الجمهوريات مثل مصر، فإن عواقب العسكرة في ممالك الخليج قد تكون في الواقع أكثر خطرًا، بحسب الصحيفة.
ووفقًا لتصنيف أجراه موقع “جلوبال فاير باور” الأمريكي المهتم بالشؤون العسكرية عن أقوى الجيوش العربية ومكانتها بين جيوش العالم في عام 2014، فقد احتل الجيش المصري موقع الصدارة بين الجيوش العربية ويليه جيش المملكة العربية السعودية كأقوى جيشين عربيين، وجاء بعد ذلك بالترتيب سوريا والجزائر والإمارات واليمن والمغرب وتونس والأردن والعراق وعمان والكويت وليبيا والسودان والبحرين وقطر ولبنان.
ويعتمد التصنيف على عدة عوامل مختلفة تتجاوز الـ50 عاملا لتحديد مؤشر قوة أي جيش، تشمل القوى البشرية والجيش البري والقوات الجوية والقوات البحرية، بالإضافة لاحتياطي النفط والاحتياطي القومي وجغرافيا الدولة، فيما لا يستند التصنيف على القوة النووية.

