قد يثيرك هذا العنوان، وقد ترفضه مطلقاً، متسائلا كيف للنجاح أن يأتي بكمية قليلة من العمل؟ فأنت مثل أغلب الناس، الذين يعتقدون أن النجاح الفعلي في الحياة يأتي من خلا قضاء ساعات طويلة في ذات العمل، نحن في مقال اعمل أقل و انجح أكثر نوضح لك مقصدنا من تحقيق النجاح بأدنى كمية من الجهد.
صائد السمك و المليونير
في احدى المرات قرر مليونيرا في السابعة والستين من عمره أن يقضي فترة سن تقاعده في جزيرة نائية، وحينما عزم صباح أول يوم أن ينزل إلى الشاطئ، اختار مقعداً بالقرب من صائد السمك، وبينما كانت الساعة تشير إلى العاشرة صباحاً، وبعد مرور ساعة واحدة، اكتفى صائد السمك بصيد عدة سمكات وبدأ يستعد كي يغادر، لكن المليونير قام بايقافه قائلاً له: أنت صائد ماهر، لو أنك تستغل قدرتك هذه في المزيد من الصيد، لكنت الآن مليونيراً مثلي، في الحقيقة أنا رجل أعمال، وبوسعي أن أساعد.
بينما بقي الصياد مستمعاً لما يقوله المليونير: بوسعك أن تزيد عدد ساعات الصيد، وبمزيد من البيع تشتري القوارب، ومن خلال القوارب تصيد أكثر، فتبيع أكثر، وتأتي بصيادين، ثم قد تنشئ مصنع للأسماك، ويصبح لك ماركة مسجلة في السوق، وبعدها قد يصبح لك عدة مصانع توكل ادارتها لشخص آخر غيرك بينما أنت ستسافر عبر العالم مستمعاً بالترويج لأسماكك.
لكن الصياد لم يقتنع فأجابه قائلاً : لكنني يا سيدي أتأخر في النوم كل صباح، ثم أستيقظ وألعب مع أطفالي وأتناول معهم الفطور، واقضي وقتا مع زوجتي، ثم أذهب للصيد ساعة، فأعود للبيت فتكون زوجتي قد حضرت وجبة الغذاء أستمتع مع أطفالي ثانية، ثم في المساء أنزل إلى القرية، ألتقي بأصدقائي، ونغني معاً.
رد عليه المليونير: بوسعك أن تقوم بكل هذا بعد سن التقاعد، فقال له الصائد: سأكون عجوزاً غير صالحاً لأي شيء، وتكون متعة الحياة قد ذهبت.
التفكير أولاً العمل ثانياً
من القصة السابقة تتضح أهمية التفكير في النجاح في الحياة، فليس معنى أن تكون ناجحاً أن تفوت أعظم اللحظات التي بحياتك من أجل عمل كثير يعود بنفس نتائج العمل القليل مصحوباً ببعض التفكير، فالمال ليس هو السعادة الحقيقية، إنما هو سعادة زائفة جداً، على الانسان أن يفكر باختياراته في الحياة وأهدافه التي يريدها، وأن يعمل لأجلها لكن بتفكير، دون أن يكون شيء على حساب شيء آخر، فالتوازن في الحية مطلوب ما بين التفكير والعمل.
فكر جيداً
اعمل أقل بعد أن تفكر جيداً، أي على خطواتك القادمة أن تكون مدروسة بعناية قبل أن تخطو اليها وتنفذها، دون ما تريد، والصقه أمام ناظريك، تمعن فيه كل يومن فكر في أقصر السبل الممكنة للوصول إلى ما تريده أنت، وما هي أبسط الامكانات المتاحة للوصول إلى ما تريد؟ وما هي أوفرها وأريحها بالنسبة لك، فكر في أسهل الطرق للوصول إلى ما تريد دون بذل الكثير من الجهد، وليس معنى هذا أن تكون كسولاً، خاملاً، لا تضر ولا تنفع !
