نقلت صحيفة (معاريف) عن مسؤولين أمنيين كبار في الجيش الإسرائيلي قولهم إنّه ومن خلال تقديم الجيش توصيات للمجلس الوزاري المصغر الكابينت الذي استمر في اجتماعه منذ مساء أمس الأوّل حتى فجر الأربعاء، تبينّ أن الجيش لا ينوي الذهاب إلى عملية عسكرية واسعة في قطاع غزة، ولا علاقة لها بعملية الخليل. وكشفت الصحيفة نقلاً عن المسבولين الأمنيين قولهم إنّه وبخصوص إطلاق الصواريخ من قطاع غزة تم نقل رسائل بين حركة حماس وإسرائيل عن طريق الوساطة المصرية بشأن رغبة الطرفين في تهدئة الأمور.
وأكد نتنياهو قبيل انعقاد اجتماع الكابينت على أنّ إسرائيل أمام 3 مهمات رئيسية تتمثل في العثور على الخاطفين ولو بعد حين، وضرب البنية التحتية لحركة حماس في مناطق الضفة الغربية، وكذلك فإن الجيش الإسرائيلي يستعد لأي سيناريو محتمل ضد قطاع غزة. من ناحيته حذّر يوفال ديسكين رئيس جهاز الأمن العام السابق (الشاباك)، حذّر من أيّ محاولة لإسقاط حكم حماس في قطاع غزة، حيث قال: إن حماس في مكانها هي أهون الشرين، مقارنة مع البدائل الأخرى الموجودة في قطاع غزة، على حدّ تعبيره.
ونقلت صحيفة (معاريف) العبريّة عن رئيس الشاباك السابق أقواله، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعيّ (فيسبوك) صباح اليوم الخميس.
ومن جهة أخرى فقد دعا ديسكين الحكومة الإسرائيليّة إلى اتخاذ موقف صارم لاستعادة قوة الردع التي كانت تتمتّع بها إسرائيل في الفترة الماضية ضد العرب، ووضع حد لعمليات إطلاق الصواريخ على الأراضي الفلسطينية المحتلة المنطلقة من قطاع غزة. وأضاف بشأن قضية المستوطنين الثلاثة، الذين تمّ العثور على جثثهم قائلاً إنّ الثلاثة اختطفوا ربمّا لغرض المساومة، وتساءل منتقداً بلاده: لماذا أعطت إسرائيل الانطباع لأعدائها بأنها مستعدة لعقد صفقات تبادل؟.
ورأى ديسكين، أنّ فرص التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين تكاد تكون معدومة، وأعرب عن رفضه إطلاق سراح أسرى فلسطينيين لأنّ ذلك يتسبب في زيادة دوامة العنف، مضيفًا أنّ إطلاق أسرى في الماضي تسبب في اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى، على حدّ تعبيره.
وقال ديسكين أيضًا: لا أعارض إطلاق سراح أسرى كبادرة حسن نية من قبل الحكومة الإسرائيليّة في أطار محادثات السلام، ولكن ليس بفعل إملاءات خارجية، وفقط عندما تحصل على انجازات بيديك ويكون هناك تقدم في عملية التفاوض، ولفت إلى أنّ عملية إطلاق الأسرى الأخيرة كانت مهمة للفلسطينيين وسيئة للإسرائيليين وحصلت دون مقابل ودون مفاوضات جديّة.
وتابع قائلاً إنّ السلام يمكن أن يصنعه القادة، ومن يعتقد أن السلام يتحقق من تلقاء نفسه، وأن الجمهور سيقتنع بضرورة صنع السلام بهذا الشكل فهو مخطئ، لأننّا بحاجة إلى قادة قادرين على تغيير المسارات والتوجهات التاريخية.
وزاد ديسكين: حتى عندما ننظر إلى الوراء وفي كل ما يتعلق باتفاقات السلام مع مصر والأردن نلاحظ المشاركة الكبيرة من قبل القادة مناحيم بيغن وأنور السادات وإسحاق رابين والملك حسين، وأيضًا ياسر عرفات كان يُكن الاحترام لإسحاق رابين، رئيس الوزراء الإسرائيليّ ما بين عامي 1992-1994، ووثق به وبكلماته ووعوده وكان لذلك مغزى.
وتابع قائلاً إنّه في ما يتعلّق باتفاق أوسلو فقد انهار في السنوات الأولى من التوقيع عليه نتيجة لأمرين اثنين: الأول، السلطة الفلسطينية لم تُحارب ما نعته بالإرهاب كما تفعل الآن، والثاني الاغتيال المقصود لاسحاق رابين وهي عملية تخريبيّة إستراتيجيّة واخطر عملية اغتيال في تاريخ الدولة العبريّة، والتي أدّت، حسبه، إلى تحول تاريخيّ في عملية السلام مع الفلسطينيين. وخلُص رئيس الشاباك السابق إلى القول: 44 محاولة خطف أُحبطت في العامين الماضيين تتحدث عن نفسها، لذا لنتوقف عن الحديث الرخيص الداعي إلى استخدام القوة، وحل المشكلة هذه هي المشكلة الأساسيّة في الوضع الحاليّ، على حدّ قوله.
زهير أندراوس

